أعراض وطرق علاج صدفية الشعر عند الأطفال
تعد صدفية الشعر عند الأطفال من المشاكل الجلدية الشائعة غير المعدية التي تصيب فروة الرأس. وما يجعل الأطفال عرضة للإصابة بهذه المشكلة هو أن وجود مسبق للمشكلة لدى أفراد العائلة؛ فقد يكون توارث بعض الجينات هو المسئول عن انتشار المشكلة عند بعض العائلات دون غيرها.
ماهي صدفية الشعر عند الأطفال وكيف يمكن علاجها؟ تابع القراءة لتجد الإجابة عن هذه التساؤلات وأكثر…
ما هو مرض الصدفية؟
الصدفية هي مرض مناعي يسبب انقسام غير طبيعي (ولكن غير سرطاني) لخلايا الجلد حتى تتكون لويحات أو طبقات وقشور من هذه الخلايا في مناطق متفرقة من الجسم. وعندما تحدث هذه المشكلة في فروة الرأس قد تسبب تساقط الشعر وتكون طبقات قشرة مزعجة.
يذكر أن حوالي ثلث المصابين بالصدفية تبدأ شكواهم من أعراض المرض قبل سن العشرين، وحوالي 20 ألف طفل سنوياً يكتشف لديهم المرض قبل العام العاشر من أعمارهم، وهو ما يؤكد خطورة انتشار المشكلة وضرورة الوعي تجاهها لمحاولة التصدي لها؛ بهدف تحسين جودة حياة الأطفال المصابين.
كيف نشخص صدفية الشعر عند الأطفال؟
ما الذي يحفز ظهور أعراض صدفية الشعر عند الأطفال؟
التوتر أو الضغط النفسي والعصبي هو أكثر ما يثير ظهور هذه المشكلة، ولكن ما يهم هو أن هذا المرض يرتبط كثيراً بالجينات الوراثية بنسبة قد تصل إلى 89% كونه ينتشر لدى عائلات دون غيرها؛ ما يؤكد الصفة الوراثية للمرض.
ولكن عادةً ما يظهر أيضاً لدى البعض دون وجود توارث جيني.
تعتبر عدوى الجهاز التنفسي أو احتقان الحلق (Sore Throat) نتيجة عدوى بكتيرية من أشهر المحفزات لظهور أعراض الصدفية وتفشيها في الجسم؛ حيث أن حوالي نصف الأطفال المصابين يكشف لديهم عدوى تنفسية (خصوصاً عدوى المكورات العقدية – Streptococcal Infection) قبل الأعراض بأيام أو أسابيع.
ظاهرة كوبنر (Koebner Phenomenon) هي من إحدى الظواهر التي تفسر ظهور أعراض الصدفية في أماكن الرضوض أو الجروح. كما أن هناك ارتباط وثيق بين الصدفية وبعض الأمراض المناعية الأخرى أو ظاهرة التأتب (Atopy) التي تتضمن خلل مناعي، والذي يعتبر من المشاكل الوراثية أيضاً.
أعراض صدفية الشعر عند الأطفال
تظهر الصدفية على هيئة طبقات قشرية سميكة حمراء تتميز بالخصائص التالية:
- تنتشر في خط الشعر أو جبهة الرأس أو خلف الأذن
- يصاحبها شعور بالحرقة والحكة
- يبدو الجلد جافاً في هذه المنطقة وقد تنزف هذه القشور عند التعامل معها بشكل خاطئ
- تساقط الشعر المؤقت من أشهر الأعراض الجانبية لهذه المشكلة
قد نجد صدفية الشعر عند الأطفال جزءاً من أعراض الصدفية بشكل عام في مناطق متفرقة من الجسم، مثل صدفية الثنيات أو الأظافر أو الجلد.
ويمكن للأطباء أو الآباء بتقدير درجة الإصابة بحساب شدة وامتداد أعراض الصدفية (Psoriasis area severity index).
- أقل من 3% من مساحة سطح الجسم: خفيفة
- 3% – 10% من مساحة سطح الجسم: متوسطة الشدة
- أكثر من 10% من مساحة سطح الجسم: شديدة
قد يختلط التشخيص لدى البعض مع التهاب الجلد المثي (Seborrheic Dermatitis)، ويمكن التفريق بينهما بأن الصدفية تظهر على هيئة طبقات متقشرة ومرتفعة عن سطح الجلد، كما أنها تمتد إلى خارج نطاق خط الشعر. بينما تبدو القشور في التهاب الجلد المثي متشحمة أو دهنية وتبقى فقط ضمن الشعر في فروة الرأس.
وبشكل عام، ينصح الأطباء بتجنب تقشير الطبقات الموجودة في فروة الرأس؛ وذلك لتقليل تساقط الشعر الذي يحدث مع إزالة هذه الطبقات.
علاج صدفية الشعر عند الأطفال
يعتمد علاج صدفية الشعر عند الأطفال على كثير من العوامل، أهمها عمر الطفل المصاب ودرجة شدة وامتداد الأعراض. إليك أهم العلاجات المتاحة وكيف يمكن الاستفادة منها.
العلاجات الموضعية
لطالما كانت العلاجات الموضعية بالغة الأهمية في التحكم في أعراض المرض ومحاولة تخفيفه، حتى بعد أن ظهرت العلاجات الدوائية التي قد تكون أكثر فعالية.
ورغم أن العلاجات الموضعية أقل تأثيراً فيما يخص الآثار الجانبية، إلا أن الطبيب المختص يجب أن ينتبه في حساب الجرعات المناسبة؛ لأن مقدار مساحة سطح الجلد لدى الأطفال مقارنة بالوزن يجعل من السهل أن يؤدي امتصاص هذه المواد إلى ظهور الأعراض الجانبية بسرعة.
العلاجات الموضعية تناسب كثيراً أصحاب الأعراض الخفيفة إلى متوسطة الشدة، أو من يقدر لديهم شدة المرض (PASI Score) بأقل من 10%. ورغم تعدد الأنواع، إلا أن كل نوع من العلاجات الموضعية قد يناسب فئة من الحالات دون غيرها:
- مرطبات الجلد (Emollients): من أشهر العلاجات الموضعية التي توصف لحالات الصدفية بشكل عام، وتفيد بالحفاظ على رطوبة الجلد حتى لا يكون أقل عرضة للتأثر بالمثيرات الخارجية. يعتبر الأطباء ترطيب البشرة لدى المصابين بالصدفية من أهم خطوات العلاج لتحسين الحاجز الطبيعي للجلد.
- مذيبات الكيراتين (Keratolytics): تحتوي هذه المذيبات على حمض السالسيليك واليوريا، وتعمل على إذابة الطبقات القشرية الموجودة على سطح الجلد وتحسين امتصاص العلاجات الموضعية الأخرى.
يجب استخدام هذا العلاج بحذر شديد لأن قدرة الجلد على امتصاصه عالية وقد يسبب أعراض جانبية خطيرة تخص الجهاز العصبي والكليتين.
ينصح الأطباء باستخدام تركيزات قليلة لحمض الساليسيليك بحد أقصى حوالي 0.5% مع الأطفال أقل من ستة أعوام، بالإضافة لحصر استخدامه في الإصابات الصغيرة فقط. حيث قد يؤثر هذا العلاج أيضاً على فاعلية العلاج الضوئي.
- قطران الفحم (Coal Tar): تعمل هذه المادة على مقاومة الالتهابات والحكة، كما تقلل من انقسام الخلايا المستمر والمسبب لظهور هذه الطبقات. لا يستخدم هذا العلاج للأطفال أقل من 12 عام، كما لا يستخدم في الوجه أو الثنيات.
- أنثرالين (Dithranol): يعمل الأنثرالين على مقاومة الالتهابات وتثبيط عمل الخلايا الكيراتينية المسئولة على تكوين الطبقات القشرية. قد يستخدم الأنثرالين مع علاجات أخرى مثل العلاج الضوئي، وتبلغ نسبة نجاحه إلى 81% عند استخدام تركيز 1%.
- الستيرويدات الموضعية (Topical steroids): الستيرويدات من أشهر مضادات الالتهابات في العلاجات الدوائية، والمميز في الستيرويدات أنه يمكن استخدامها للأطفال بدايةً من عمر شهرين فقط.
- أنواع الأخرى: هناك بعض الأدوية الأخرى مثل كابتات المناعة (Calcineurin Inhibitors) والريتينويدس (Retinoids) ومشتقات فيتامين د الموضعية.
الأدوية العلاجية
يبداً الأطباء باستخدام الأدوية الفموية في الحالات الشديدة من الصدفية والتي تبلغ شدتها أكثر من 10% على مقياس PASI Score.
هذه الأدوية تتضمن:
- الريتينويد: الريتينويد من أشهر الأدوية الجلدية المستخدمة، وتعمل على تنظيم عمل الخلايا الكيراتينية و تثبيط الالتهابات الجلدية. يبدأ الطبيب بجرعات أقل ثم يتدرج حتى يصل للجرعة المناسبة التي تستمر لحوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر.
- ميثوتريكزات (Methotrexate): من أشهر الأدوية التي يستخدمها الأطباء في علاج الصدفية للأطفال؛ حيث يتميز بالسعر المناسب وفاعليته القوية وقدرة الأطفال على تقبله.
يستخدم الميثوتريكزات مرة أسبوعياً بجرعة مناسبة، ولكن قد يحصر استخدامه ضمن وزن معين للأطفال وقد يمنع استخدامه للأطفال المصابين بالسمنة.
- سيكلوسبورين (Cyclosporin): يستخدم في الحالات الشديدة فقط من مرضى الصدفية لأن له آثار جانبية قوية على الكليتين والكبد.
- الأدوية البيولوجية: تعتبر الأدوية البيولوجية قفزة كبيرة في طرق علاج الصدفية عند الأطفال. وأظهرت الأدوية البيولوجية فاعلية كبيرة لعلاج الصدفية خاصة في حالات فشل الأدوية الكيميائية السابقة.
الـ إيتانيرسبت والـ أداليموماب من أشهر الأدوية البيولوجية المستخدمة، ويستخدم الأخير للأطفال فوق 4 سنوات.
العلاج الضوئي
العلاج الضوئي من أشهر العلاجات المستخدمة لمرضى الصدفية، وقد يكون الأهم بشكل عام. ولكن من المهم التذكير بأن الأشعة فوق البنفسجية واسعة النطاق أو ال PUVA لا تستخدم مع الأطفال أقل من 12 عام.
الأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (NB-UVA) هي الخط الأول لعلاج الصدفية عند الأطفال تحت سن الـ 12 عام، حيث تقوم بتنظيم عمل الخلايا الكيراتينية وتقليل حدوث الالتهابات.
من المهم أن يخضع الأطفال للعلاج بهذه الطريقة لدى أطباء مدربين وخبراء للحصول على الفاعلية المطلوبة دون حدوث مشاكل جانبية، كما يجب الانتباه لتعرض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة بعد التجربة العلاجية.
الملخص
صدفية الشعر عند الأطفال هي مشكلة ليست نادرة الحدوث، خاصة عند الأطفال الذي يشتهر بين أقاربهم ظهور مرض الصدفية بأي نوع من أنواعه. توجد العديد من العلاجات للصدفية، بين علاجات موضعية وأخرى فموية، إلا أنه لا بد من الانتباه لعمر الطفل المصاب وانتقاء أفضل الطرق العلاجية المناسبة بأقل آثار جانبية ممكنة.
المراجع