عملية زراعة شعر الرأس: أفضل المرشحين والموانع
لم يعد تساقط الشعر الدائم مشكلة صعبة العلاج؛ بل أصبح هناك حلول جذرية مثل زراعة شعر الرأس، وهي فكرة واعدة للغاية. ولكن كثير من الناس لا يدركون الشروط التي يجب أن تتوافر حتى تنجح التجربة.
زراعة الشعر ليس هو الحل الوحيد لعلاج الصلع، ولكنه الحل الأخير إذا فشلت المحاولات الاخرى .. لنتعرف إذاً على الطرق المختلفة لزراعة شعر الرأس، بالإضافة إلى الشروط التي يجب توافرها في الأشخاص المؤهلين لذلك.
من يمكنه الاستفادة من زراعة شعر الرأس؟
تعد زراعة الشعر تجربة ناجحة ضمن مجموعة معينة من الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الدائم، وللأسف هنالك فئة من المرضى قد لا تنفع معهم زراعة الشعر لعدة اسباب.
إليك أهم العوامل التي يتوقف عليها نجاح تجربة زراعة شعر الرأس ..
التشخيص المرضي
يشخص الطبيب الصلع الوراثي بسهولة، ويعتمد بشكل أساسي على الصفات الظاهرة لانحسار الشعر، مثل فقدان صبغة الشعر وتساقطه بنمط معين، بالإضافة إلى خلو فروة الرأس من الالتهابات أحياناً.
ولكن، هنالك بعض المشاكل المرضية التي تصيب فروة الرأس ولا يمكن علاجها بزراعة الشعر:
- من يعانون من التساقط الكامل للشعر، خاصةً من النساء
- الذين يعانون من ندوب الجدرة (Keloid) في فروة الرأس نتيجة تكوين النسيج الليفي، التي تتكون بعد الجروح أو إصابات الرأس
- من يتساقط لديهم الشعر كعرض جانبي لتناول أدوية معينة، مثل الأدوية الكيميائية لعلاج السرطان
العُمر
لا يفضل الأطباء إجراء عملية زراعة الشعر لمن هم أقل من 25 عاماً؛ حيث لا يمكن التنبؤ بنمط سقوط الشعر لديهم؛ لذلك قد يتسبب الطبيب في حرمانه من فرصة العلاج الدوائي الذي قد يأتي بنتيجة واعدة.
قطر ساق الشعرة الواحدة (Hair Caliber)
من أهم عوامل النجاح لتجارب زراعة الشعر هو تغطية أكبر حجم ممكن من مساحة الصلع الموجودة بالفعل. وتعتمد هذه المشكلة على قطر وكثافة الشعر الموجود لديك. فكلما زاد قطر ساق الشعرة الواحدة، كلما كان من السهل تغطية الصلع بالعدد الكافي من البصيلات، وعدم الاحتياج لزراعة الكثير من البصيلات. بينما يحتاج الأفراد ممن يتميز ساق الشعر لديهم بقطر صغير إلى زراعة الكثير من بصيلات الشعر لتغطية المساحة الفارغة من فروة الرأس.
كثافة الشعر في منطقة التبرع (Donor Area Hair Density)
تؤخذ البصيلات من منطقة أخرى من الجسم كثيفة الشعر، ويعتمد نجاح تجربة زراعة الشعر على كثافة ومقدار بصيلات الشعر في مساحة سم مربع من الجلد؛ حيث يعد من يمتلكون أكثر من 80 وحدة بصيلة شعر في كل سم مربع هم أفضل المرشحين لنجاح التجربة. بينما من يملكون أقل من 40 وحدة بصيلة شعر في كل سم مربع أقل المرشحين حظاً لنجاح التجربة.
درجة ونمط الصلع
هنالك سبعة درجات من الصلع الوراثي، وتحديد درجة الصلع يحدد الطريقة التي يتخذها الطبيب لزراعة الشعر، وينبئ باحتماليات نجاح التجربة.
بشكل عام، أكثر التجارب الناجحة لزراعة الشعر هي التي تحدث للصلع الوراثي الأمامي (Frontal Hair Baldness)، ودائماً ما تكون نتائجها مبهرة ومرضية للغاية. وينصح الأطباء أيضاً بتجنب خزع البصيلات من أعلى الرأس، او ما تُسمى بـ يافوخ الرأس (Scalp Vertex)، وذلك لاحتمالية استمرار تراجع الشعر وتساقطه مستقبلاً، وهو ما يحتمل أن يغير من الشكل إلى درجة سيئة (قد يظهر الشعر بمظهر الدونتس).
لون الشعر
ليس من أهم العوامل لنجاح التجربة، ولكنه يؤثر على درجة ظهور الفرق بين لون فروة الرأس والشعر. فمثلا تنجح كثيراً تجارب زراعة الشعر لمن يمتلكون لون شعر أصهب او اشقر من ذوي البشرة البيضاء، حيث يوجد تقارب كبير بين درجة لون الشعر وفروة الرأس. ولكن بالخبرة والتقنية السليمة يسهل إذابة تلك الفروق ونجاح التجربة.
أقرأ أيضاً: فاعلية وفوائد حقن البلازما للشعر
أنواع عملية زراعة الشعر
الترقيع (Grafting)
هي أشهر طرق زراعة الشعر المعروفة وأنجحها أيضاً، ولكنها تخضع لشروط كما ذكرنا. يقوم الطبيب في هذه الطريقة بخزع أجزاء من فروة الرأس في المنطقة القفوية أو منطقة أخرى خفية والتي تحتوي على بصيلات شعر صحية، ثم حقنها في منطقة الصلع.
تأخذ العملية عدة جلسات على مدار شهور للوصول إلى النتيجة المرغوبة، ويظل الفرد يقظاً خلال تلك الجلسات، ولكن يقوم الطبيب بتخدير المنطقة التي تتعرض للخزع حتى لا تشعر بالألم.
خفض شعري (Scalp Reduction)
تتضمن عملية الخفض الشعري إزالة جزء من فروة الرأس الخالية من الشعر، وبذلك تسمح بتقصير رقعة فروة الرأس التي تعرضت للصلع؛ وهو ما يجعل التخلص من الصلع بزراعة الشعر في الخطوة التالية أسهل وأكثر نجاحاً.
يقوم الطبيب بترقيق المنطقة التي تحتوي على بصيلات شعر صحية من ناحيتين، ثم يقوم بسحبهما تجاه بعض فوق منطقة الصلع. يقوم الطبيب بهذه العملية في مناطق معينة مثل يافوخ الرأس أو المنطقة القفوية، حيث يُحاط الصلع بفروة رأس تحتوي على بصيلات شعر صحية من جميع الجهات.
بعض الأطباء – كما ذكرنا – قد يستخدمون الطريقتين السابقتين للحصول على نتائج أفضل وأكثر إبهاراً.
جراحة السديلة (Flap Surgery)
تُستخدم هذه الطريقة لتغطية مساحات كبيرة من الصلع في فروة الرأس، حيث يتم قطع أجزاء متعددة من منطقة صحية مع إبقائها مرتبطة بموقعها الأصلي للحفاظ على الإمداد الدموي لها، ثم ترقيق هذه الرقعة لتغطية الصلع بها.
تأخذ هذه العملية مراحل متعددة على مدار أسابيع، ويخضع فيها المريض لتخدير كامل.
توسيع الأنسجة (Tissue Expansion)
تُستخدم هذه الطريقة في حالة وجود ندبات نتيجة التعرض للحرق أو أية إصابات تؤدي إلى الثعلبة الندبية. يقوم الطبيب بوضع بالون أسفل الجلد في المنطقة السليمة ونفخها بدرجات متفاوتة على مدار أسابيع حتى يزداد حجم الرقعة الأصلية التي تحتوي على بصيلات صحية. يقوم الطبيب بعد ذلك بتغطية الصلع بالرقعة المتمددة، وتحدث العملية تحت التخدير الكامل.
المخاطر والآثار الجانبية لزراعة شعر الرأس
تأخذ العملية بضعة أيام بعد الانتهاء منها للشفاء، وحوالي عدة أسابيع للإطمئنان والعودة لأنشطتك اليومية الطبيعية. وخلال تلك الأيام قد يتعرض الشخص لبعض المخاطر أو الآثار الجانبية:
- التورم والانتفاخ
- العدوى
- تكيسات أسفل الجلد
- تساقط الشعر في المنطقة التي يؤخذ منها البصيلات
- تنميل فروة الرأس والشعور بالحكة
من الممكن أيضاً ألا تأتي النتائج على قدر توقعات المريض قبل إجراء العملية، وقد يرجع ذلك إلى سوء تقدير الطبيب للعوامل التي تتحكم في نجاح العملية.
موانع إجراء عملية زراعة الشعر
- تساقط الشعر المصحوب بأعراض التهابات او إصابات في فروة الرأس، مثل النزيف أو الحرارة العالية أو الطفح الجلدي.
- تساقط الشعر نتيجة أمراض عضوية أخرى، مثل أمراض الغدة الكظرية أو داء السكري أو الذئبة الحمراء أو العدوى أو سوء التغذية أو التعرض لنقص حاد في الفيتامينات والمعادن أو الخضوع لجلسات العلاج الكيماوي.
- سقوط الشعر كعرض جانبي لأدوية معينة، مثل البروبرانولول أو أدوية سيولة الدم أو الأمفيتامين.
- وجود تاريخ مرضي بأمراض نفسية وعصبية مثل هوس نتف الشعر أو اضطراب التوتر المزمن.
الملخص
تبدو زراعة شعر الرأس فكرة واعدة للغاية، ولكن تحتاج إلى تقدير عوامل نجاحها للحصول على النتائج المرغوبة؛ مثل عمر المريض وسبب تساقط الشعر ودرجة الصلع الموجودة.
المراجع
