خرافات العناية بالبشرة المتداولة وتصحيحها
العناية بالبشرة حالها كحال الكثير من القضايا الصحية التي عادة ما تتأثر بموروثات وأفكار قديمة يثبت عدم صحتها بمرور الوقت وتطور المعرفة الصحية والطب القائم على الأدلة العلمية. خرافات العناية بالبشرة قد لا تكون لمجرد اعتقادات قديمة موروثة فحسب، بل توجد الكثير من الخرافات المتعلقة بطرق حديثة للعناية بالبشرة، والتي تكون نتيجة معلومات خاطئة أو تقصير من بعض الأطباء.
فيما يلي سنتعرف على أشهر خرافات العناية بالبشرة ومحاولة تصحيح هذه المعلومات الخاطئة المتداولة. تم تقسيم هذه الخرافات لـ 5 أقسام حتى تقرأها على نحو أفضل.
خرافات تتعلق بنظافة الوجه
تنظيف الوجه بصابون خاص مضاد للبكتيريا
توجد عدة مناطق في جسم الإنسان تتواجد بها البكتيريا بصورة طبيعية، من أهمها طبقة الجلد الخارجية والتي تمثل خط المناعة الأول لمنع دخول هذه البكتيريا للجسم.
لذا فإن محاولة تنظيف الوجه بصابون مضاد للبكتيريا (Antibacterial Soap) هي محاولة غير مُجدية قد تأتي بنتائج عكسية بسبب اكتساب تلك البكتيريا خصائص جديدة مقاومة للمضاد البكتيري الموجود بالصابون.
لذلك فإن الالتزام بالصابون العادي كافي تماماً لتنظيف الوجه وقتل البكتيريا أيضاً ولا حاجة لإضافة مضاد بكتيري خاص.
غسل الوجه بماء ساخن
رغم أن البخار أو الماء الدافئ ينظّف مسام الوجه ويحسن الدورة الدموية، إلا أن غسل الوجه بماء ساخن قد يسبب ضرراً كبيراً لبشرة الوجه.
عند غسل الوجه بالماء الساخن يزيد جفافه، ويتم إزالة طبقة الحماية الخارجية المتمثلة في الطبقة الدهنية. كما أنه قد تظهر علامات تعرض البشرة للمياه الساخنة مثل: احمرار الوجه، وحدوث الالتهابات نتيجة الجفاف خاصة في البشرة الحساسة.
تزداد نضارة الوجه بزيادة مرات التقشير
تقشير الوجه واستخدام المنتجات الخاصة بذلك قد يجدد من طبقة البشرة الخارجية، ولكن لا بد من توفير الراحة اللازمة للبشرة حتى تتجدد خلاياها.
لذلك، تقشير الوجه بقوة أو بكثرة قد يسبب نتائج عكسية مثل: ظهور التهابات في الجلد، وزيادة احتمالية العدوى، وظهور حب الشباب، وغلق المسام.
ينصح أطباء الجلدية بتقشير بشرة الوجه بحد أقصى ثلاث مرات أسبوعياً.
خرافات تتعلق بالمنتجات الطبيعية
المنتجات الخالية من المواد الكيميائية أفضل للبشرة
نادراً ما تتواجد منتجات طبيعية للعناية بالبشرة خالية من المواد الكيميائية، فالمواد الكيميائية ضرورية لحدوث التفاعل الذي يمنح الجلد الفوائد المرجوة من المنتج، كما أن هناك مواد كيميائية حافظة تضاف إلى المنتجات لمنع نمو البكتيريا فيها وحفظها من التلف.
ولكن، تكمن مشكلة المواد الكيميائية في الكمية المستخدمة. فإذا تم إضافة المواد الكيميائية بالمقدار المدروس المناسب تكون آمنة تماماً، لكن الافراط في استخدامها سيسبب – بلا شك – نتائج ضارة وعكسية فيما بعد.
لذلك – على سبيل المثال – من المهم الاعتدال في استخدام البارافين أو مكونات واقي الشمس للحصول على النتائج المرجوة في الحدود الآمنة.
المنتجات الطبيعية أكثر أماناً
وهي من أكثر خرافات العناية بالبشرة انتشاراً خاصة بين كبار السن. إذ يعتبر البعض أن مستخلصات النباتات والزيوت النباتية أكثر أماناً من المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية.
ولكن الحقيقة أن كثير من المنتجات النباتية الطبيعية قد تُسبب التهاب الجلد التحسّسي (Allergic Contact Dermatitis)، خاصةً أنها قد تأتي من نباتات قد تعتبر من مسببات الحساسية للكثير من الأشخاص.
من المهم أيضاً الاهتمام بانتهاء صلاحية المنتجات الطبيعية، نظراً لأنها لا تحتوي على مواد كيميائية حافظة تحفظها لفترات طويلة من تأثير البكتيريا وعوامل الجو.
خرافات عن حب الشباب
الابتعاد عن أكلات معينة يقلل من ظهور حب الشباب
حسب بعض الدراسات، فإن الجينات تعتبر العامل الرئيسي المُسبب لظهور حب الشباب بنسبة 81%. قد يؤثر النظام الغذائي بعض الشيء لكن بنسبة ضئيلة جداً.
لذلك، من المهم استشارة الطبيب واتباع الأدوية المناسبة في حالة ظهور حب الشباب أو تفشي البثور في الوجه لتجنب العلامات الناتجة عنها. وعدم نسب المشكلة لعوامل مثل النظام الغذائي، إلا إذا ثبت أن المشكلة تتفاقم بتناول طعام ما كالألبان مثلاً.
تنظيف الوجه بكثرة يمنع ظهور حب الشباب
كثير من الناس يعتقدون أن نظافة الوجه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بظهور حب الشباب، وهذا غير صحيح.
قلة نظافة الوجه تعتبر من أحد عوامل ظهور حب الشباب. ولكن هناك عوامل أهم تتعلق بالهرمونات ومقدار الطبقة الدهنية الموجودة على بشرة الوجه والمسام المغلقة والضغط العصبي أيضاً.
لذلك، الاهتمام بنظافة الوجه يجب أن يكون باعتدال لتجنب الآثار السلبية لقلة أو فرط غسل الوجه بالصابون وغيرها من المواد الكيميائية.
خرافات عن منتجات العناية بالبشرة
واقي الشمس يستخدم فقط في فصل الصيف
الأشعة فوق البنفسجية وأشعة الشمس الضارة عموماً لا تنفك عن الظهور طوال السنة. ولا يُمكن بأي حال اعتبار أنها تختفي خلال فصل الشتاء حتى وان ملأت السُّحُب السماء فهي تخترق السُّحُب بسهولة. بل من الممكن أن تتسبب شمس الشتاء في ظهور النمش والترهلات الجلدية وأضرار أخرى على الجلد نتيجة التعرض المُطوّل لهذه الأشعة دون حماية.
لذلك، من المهم استخدام واقي الشمس طوال السنة والتركيز عليه في فترة الصيف وتكرار استخدامه في اليوم الذي تتعرض فيه لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
أصحاب البشرة الداكنة لا يحتاجون لواقي الشمس
كل أنواع البشرة معرّضة لأضرار التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية الضارة. قد يقل فقط خطر ظهور الحروق لدى أصحاب البشرة الداكنة لكن لا يقل أبداً خطر الإصابة بمشاكل التعرض لأشعة الشمس مثل الترهلات وسرطان الجلد.
أما بالنسبة لتركيز معامل الحماية SPF، فأقل ما يُنصح باستخدامه هي المنتجات التي تحتوي على SPF 30. وليس من الضروري تحمل التكلفة العالية للتركيزات الأعلى حيث أن تأثيرات هذه التركيزات لا تختلف عن SPF 30 كثيراً.
الحد الأدنى من منتجات العناية بالبشرة هو الأفضل دائماً
قد يظُن البعض أن التقليل من منتجات العناية بالبشرة بما يعادل أقل من احتياج البشرة هو مفيد صحياً، ولكن هذا غير صحيح.
حيث أن احتياج البشرة لمنتجات العناية قد يختلف من شخص لآخر بناء على كثير من العوامل، أهمها وجود بعض المشاكل التي تتطلب عناية خاصة مثل: ترهلات الجلد، مسامات الوجه الواسعة، المسام المسدودة، مرض العد الوردي، وجود تصبُّغات في الجلد، التهاب الجلد المثّي. فالمعروف أن أغلب هذه المشاكل تحتاج عناية لفترات طويلة قد تصل لطول العمر.
يوجد روتين واحد مثالي للعناية بالبشرة
تتحكم الجينات أو العوامل الوراثية في جميع خصائص البشرة، سواء بالسلب أو بالإيجاب مثل ظهور حب الشباب أو ترهلات الجلد. لذلك، لا يوجد روتين واحد مناسب لجميع الأفراد نظراً لاختلاف خصائص البشرة من إنسان لآخر. فهناك بشرة حساسة أكثر من غيرها، قد تتطلب منتجات خاصة لا تسبب تفاقم الحساسية، وهناك بشرة جافة قد تتطلب استخدام أفضل للمرطبات.
لذلك لا تتعجبين كثيراً في حال لم يناسبك نفس روتين العناية الناجح مع صديقتك، فمن المهم معرفة خصائص بشرتك ونقاط ضعفها واستشارة طبيبك قبل اختيار منتجات العناية.
بشرتك قد تكتسب مناعة من المنتجات عند استخدامها لفترة طويلة
بشرتك لا يمكن أن تكتسب مناعة خاصة تجاه المواد الفعّالة الموجودة بمنتجات العناية إذن، طالما أن المنتجات التي تستخدمينها تأتي بالنتائج المطلوبة فلا حاجة للتغيير.
ولكن من الممكن أن تعالج هذه المنتجات بعض المشاكل ببشرتك ووقتها قد لا تلاحظين تأثيراً مشابهاً لما وجدتيه في بداية استخدام المنتج.
من الممكن أيضاً لبشرتك أن تعتاد بعض التأثيرات الجانبية لبعض المواد مثل الريتينول وحمض الجليكوليك.
لا تحتاجين للمرطبات إذا كانت بشرتك دهنية أو زيتية
البشرة الدهنية ليست محصنة من الجفاف، بل يعتقد بعض الأطباء أن فرط إفراز الطبقة الدهنية هو رد فعل تجاه الجفاف الذي يتعرض له الجلد، لذلك لا تتركين المرطبات وحافظي على استخدامها كل يوم لبشرة رطبة وصحية.
أفضل وقت لاستخدام منتجات العناية بالبشرة هو قبل النوم
يدّعي البعض أن أفضل وقت لوضع منتجات العناية ببشرتك هو قبل النوم؛ لأن فترة النوم تتجدد فيها الخلايا أكثر من فترة النهار، وهي معلومة خاطئة. تجديد خلايا الجلد يحدث على مدار الساعة دون توقف. بل أن بعض الدراسات أثبتت أن الخلايا تتجدد بصورة أكبر في أوقات الحيوية والنشاط نهاراً، نظراً لأن الحركة تزيد من إمداد الأكسجين وتحسن الدورة الدموية
خرافات عن علاج ترهلات الجلد وآثار الشيخوخة
يجب أن تكون فوق الثلاثين لاستخدام المنتجات المقاومة لترهلات الشيخوخة
يمكن استخدام المنتجات التي تحتوي على مواد مقاومة لآثار الشيخوخة بداية من سن العشرين، خاصة تلك التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تقلل من حدوث الالتهابات وتمنع ظهور ترهلات الجلد. ولكن من المهم أيضاً اختيار المنتجات المناسبة لبشرتك بعناية وحرص.
استخدام مستحضرات التجميل بانتظام يسرّع من ظهور علامات الشيخوخة
العامل الأساسي الذي يؤدي لظهور علامات الشيخوخة هو العامل الوراثي الجيني. بالاضافة لعدة عوامل أخرى تتعلق بالنظام الغذائي والتعرض لأشعة الشمس وغيرها.
لذلك؛ فإن استخدام المستحضرات التجميلية لا يبكر من ظهور آثار الشيخوخة، بل أن بعض هذه المستحضرات قد تفيد بشرتك.
ولكن، عدم تنظيف الوجه في نهاية اليوم من المستحضرات المستخدمة هو الذي يُسبب ضرراً لبشرتك نتيجة التعرض لملوثات الجو وإفراز الطبقة الدهنية لذلك من المهم كثيراً الالتزام بنظافة الوجه بعد استخدام مستحضرات التجميل.
يوجد حل نهائي للتخلص من آثار التقدم في العمر
جميع المنتجات التي تدّعي أنها تملك الحل النهائي لترهلات الجلد وآثار الشيخوخة هي تهدف للدعاية فقط دون تحري المصداقية. فلا يوجد حل نهائي لآثار الشيخوخة وجعل بشرتك تبدو كعمر العشرين أو الثلاثين.
ولكن، يُمكن تقليل هذه الآثار وتحسين مظهر الترهلات واخفاء علاماتها عن طريق المنتجات التي تحفز تكوين الكولاجين وتُقلل التهابات الجلد مثل الريتينول وبعض المنتجات الأخرى.
–
انتشار كثير من الخرافات عن العناية بالبشرة يعيق من ظهور نتائج جيدة لمنتجات العناية المستخدمة والاضطرار لتحمل تكاليف باهظة في منتجات أقوى وأكثر تأثيراً. لذلك فمن المهم معرفة هذه الخرافات وتجنبها توفيراً للوقت والجهد والتكاليف.