حساسية الجلد المفاجئة – الأسباب وطرق العلاج
قد تكون بشرتك طبيعية ومرنة ومشرقة عادةً، ثم يحدث أن تستيقظ صباحاً لتجد أنها أصبحت متهيجة وحمراء ومثيرة للحكّة بدون سابق إنذار. ما قد يدفعك للتساؤل عن سبب حساسية الجلد المفاجئة هذه!
لست وحدك من يعاني من هذه المشكلة، إذ يواجه العديد من الأشخاص مشكلة حساسية الجلد المفاجئة ويسعون للحصول على علاجات لاستعادة توازن بشرتهم وراحتها. في هذه المقالة، سنساعدك في التعرف على الأسباب المحتملة لحساسية الجلد المفاجئة، وسنقدم لك بعض الأفكار المفيدة لمعالجة حساسية بشرتك بفعالية.
ما هي حساسية الجلد؟
البشرة الحساسة هي البشرة التي تتهيج بفعل أحد المؤثرات المختلفة، ما يؤدي إلى ظهور أعراض تتراوح من الاحمرار والحكة إلى النتوءات والخدوش والبثور.

عادةً ما ترتبط حساسية البشرة بوجود حاجز دهني ضعيف، وهو يمثل الطبقة الخارجية الدهنية من الجلد التي تحافظ على الرطوبة في الداخل وتمنع دخول المواد الكيميائية القاسية والمهيّجات إلى بشرتك، ولكن غالباً ما يكون حاجز البشرة أرق عند الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.
البشرة الحساسة ليست في الواقع حالة مرضية، ولكنها وصف عام للبشرة التي لا تتحمل بعض منتجات العناية بالبشرة وعوامل نمط الحياة والتأثيرات البيئية.
أسباب حساسية الجلد المفاجئة
يمكن أن تحدث حساسية الجلد المفاجئة نتيجة لعوامل مختلفة، بما في ذلك العوامل البيئية ومنتجات العناية بالبشرة والاضطرابات الصحية وتغيرات نمط الحياة. يمكن أن يساعدك فهم الأسباب المحتملة في تحديد جذور المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة؛ لتهدئة وحماية بشرتك الحساسة.

الجينات الوراثية
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للبشرة الحساسة هي الجينات؛ لذا فإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإكزيما أو الصدفية أو الحساسية هم أكثر عرضة للإصابة بحساسية الجلد.
العوامل البيئية
قد تلعب العوامل البيئية دوراً مهماً في حساسية بشرتك، بدءاً من الظروف الجوية القاسية إلى التلوث وحتى بعض الأقمشة. يمكن أن تؤدي العناصر المختلفة إلى رد فعل تحسسي سلبي في بشرتك، كما يلي:
الظروف البئية القاسية
يمكن أن يكون الطقس سبباً متخفياً لحساسية الجلد المفاجئة! حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة الشديدة أو مستويات الرطوبة المرتفعة أو الجفاف المفرط إلى خلل في حاجز للبشرة، ما يؤدي إلى زيادة الحساسية.
التلوث
تتعرض بشرتك يومياً للملوثات والمهيجات المحمولة في الهواء والتي يمكن أن تعرض مرونتها للخطر. ويمكن أن يتسبب تراكم هذه المواد على الجلد في حدوث تهيج واحمرار وحساسية.
الأقمشة والملابس
نعم، قد تؤثر الملابس التي ترتديها على حساسية بشرتك أيضاً! فيمكن أن تسبب الأقمشة الخشنة أو الملابس الضيقة أو بعض الأقمشة المصنّعة احتكاكاً وتهيجاً، ما يجعل بشرتك متهيجة وحساسة.
منتجات العناية بالبشرة
بينما تهدف منتجات العناية بالبشرة إلى تحسين وحماية بشرتك، إلا أنها قد تكون السبب وراء الحساسية المفاجئة. يمكن أن يؤدي استخدام منتجات جديدة أو إدخال عدد كبير جداً من المكونات النشطة بسرعة كبيرة إلى إرباك البشرة والتسبب في ردود فعل سلبية. تحدث حساسية البشرة للمنتجات نتيجة لما يلي:
حساسية المنتجات
قد تصبح بشرتك حساسة فجأة بسبب الإفراط في الاستخدام أو التحسس لمنتج معين. فيمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر والمفرط للغسولات القاسية أو المقشرات أو حتى المنتجات ذات العطور الثقيلة إلى حساسية الجلد، ما يجعلها عرضة للاحمرار والتهيج.
ردود الفعل التحسسية للمكونات
في بعض الأحيان، تكون الحساسية المفاجئة عبارة عن رد فعل تحسسي لأحد المكونات الموجودة في منتجات العناية بالبشرة. لذا انتبه جيداً إلى أي منتجات جديدة تضيفها إلى روتينك وانتبه إلى أي علامات حساسية، مثل الحكة أو الطفح الجلدي أو التورم.
الظروف الصحية الكامنة
يمكن أن تظهر بعض الأمراض الصحية الأساسية على أنها مجرد حساسية مفاجئة للجلد، في حين أنها قد تتطلب عناية طبية وعلاجاً موجهاً لمعالجة السبب الجذري، كما يلي:
التهاب الجلد أو الأكزيما
يمكن لحالات مثل التهاب الجلد أو الأكزيما أن تجعل بشرتك شديدة الحساسية وعرضة للتهيج المفاجئ. غالبًا ما تتطلب هذه الحالات رعاية متخصصة لإدارة وتهدئة الجلد.
اضطرابات المناعة الذاتية
يمكن أن تؤثر اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة أو الصدفية، على صحة الجلد وجعله أكثر حساسية. يعتبر التشخيص السليم ومعالجة هذه الحالات أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على راحة واستقرار البشرة.
تغييرات نمط الحياة
في بعض الأحيان، يمكن أن تساهم التغييرات في نمط حياتك في حدوث حساسية مفاجئة للبشرة. حيث يمكن أن تؤثر بعض العادات أو العوامل الخارجية على حالة بشرتك وجعلها أكثر حساسية، كما يلي:
التوتر والقلق
يمكن أن يؤثر التوتر والقلق على بشرتك بشكل ملحوظ! عندما تكون تحت ضغط عاطفي كبير، يفرز جسمك هرمونات التوتر التي يمكن أن تعطل توازن البشرة وتزيد من حساسيتها.
العوامل الغذائية
يلعب نظامك الغذائي دوراً حيوياً في الحفاظ على صحة البشرة. يمكن أن تؤدي بعض الأطعمة، مثل الأطعمة الحارة أو الحمضية، إلى تفاعلات جلدية وتزيد من الحساسية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي نقص العناصر الغذائية الأساسية إلى الإضرار بمرونة بشرتك.
الأدوية والعلاجات
يمكن أن يكون لبعض الأدوية والعلاجات الطبية آثار جانبية تظهر كحساسية الجلد. ومن الضروري أن تكون على دراية بأي آثار جانبية محتملة مرتبطة بالبشرةـ، وأن تتشاور مع طبيبك إذا كنت تشك في وجود حساسية مرتبطة بالعلاج.
علاج حساسية الجلد المفاجئة

تعد البشرة الحساسة مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، وقد يكون من الصعب العثور على العلاج المناسب. إذا كانت بشرتك حساسة، فأنت بحاجة إلى مزيد من العناية عندما يتعلق الأمر بالمنتجات التي تستخدمها على بشرتك.
فيما يلي بعض النصائح حول كيفية علاج حساسية البشرة:
حدد محفّزات الحساسية
الخطوة الأولى في علاج البشرة الحساسة هي تحديد ما يحفزها. دوّن على دفتر ملاحظات أي ردود أفعال تواجهها عند استخدام أي منتجات، كما يمكنك أيضاً استشارة طبيب أمراض جلدية لمساعدتك في التعرف على مسببات الحساسية.
استخدم منتجات لطيفة
تتطلب البشرة الحساسة عناية لطيفة. لذا اختر المنتجات المصممة خصيصاً للبشرة الحساسة أو الخالية من المواد الكيميائية القوية والعطور والأصباغ، وابحث عن المنتجات المصنفة على أنها مضادة للحساسية وغير كوميدوغينية.
اقرأ ملصقات المنتجات بعناية وابتعد عن منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مهيجات محتملة، مثل الكحول أو العطور أو الكبريتات أو الأصباغ الصناعية. واختر التركيبات اللطيفة والمضادة للحساسية بدلاً من ذلك.
اختبر المنتجات جديدة
قبل دمج منتجات جديدة للعناية بالبشرة في روتينك، قم بإجراء اختبار حساسية على منطقة صغيرة من بشرتك للتحقق من أي ردود فعل سلبية. سيساعدك هذا على تحديد المحفزات المحتملة قبل تطبيق المنتج على وجهك بالكامل.
قلل من التوتر
نظراً لأن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حساسية البشرة، فمن المهم إيجاد طرق صحية للسيطرة على الإجهاد. مارس الأنشطة التي تعزز الاسترخاء، مثل اليوجا أو التأمل أو قضاء بعض الوقت في الطبيعة. يمكن أن يساهم النوم الكافي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تعزيز صحة البشرة بشكل عام.
تجنب الإفراط في التقشير
في حين أن التقشير يمكن أن يكون مفيداً لإزالة خلايا الجلد الميتة، فإن الإفراط في ذلك يمكن أن يزيل الحاجز الواقي الطبيعي للبشرة ويزيد من الحساسية. قلل من التقشير لمرة واحدة أو مرتين في الأسبوع باستخدام مقشرات لطيفة مناسبة للبشرة الحساسة.
رطب بشرتك بانتظام
يعتبر جفاف البشرة مشكلة شائعة عند الأشخاص ذوي البشرة الحساسة. يمكن أن يساعد ترطيب بشرتك بانتظام على تقليل الحكة والجفاف والالتهاب. اختر مرطباً يحتوي على مكونات مثل السيراميد والجلسرين وحمض الهيالورونيك.
أيضاً، أكثر من شرب الماء طوال اليوم للحفاظ على ترطيب جسمك وبشرتك.
تجنب الماء الساخن
يمكن أن يؤدي الماء الساخن إلى تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية وأن يفاقم حساسية البشرة. استخدم الماء الفاتر عند غسل وجهك وجسمك، وتجنب استخدام أحواض الاستحمام الساخنة والساونا.
احمِ بشرتك من أشعة الشمس

يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى مزيد من التهيج والاحمرار والالتهاب في البشرة الحساسة. ضع واقياً من الشمس واسع الطيف بمعامل حماية 30 أو أعلى قبل الخروج، وارتدِ ملابس واقية مثل القبعات والقمصان ذات الأكمام الطويلة.
استشر طبيب أمراض جلدية
إذا كنت تعاني من أعراض شديدة أو مستمرة للبشرة الحساسة، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب الأمراض الجلدية. يمكن أن يساعدك الطبيب في تحديد السبب الجذري لأعراضك وأن يوصيك بخيارات العلاج المناسبة.
متى تستوجب زيارة طبيب الأمراض الجلدية؟
هناك الكثير من الحالات المختلفة التي يمكن أن تسبب حساسية البشرة. يتطلب البعض علاجاً أكثر جدية ودقة من البعض الآخر. إذا كنت تشعر بأن حساسية بشرتك تتطلب تشخيصاُ دقيقاً وعلاجاً جدياً، فيجب أن تفكر في تحديد موعد مع طبيب الجلدية.
على الرغم من ندرة حدوثها، إلا أن ردود الفعل التحسسية يمكن أن تسبب حساسية مفرطة مهددة للحياة. اطلب العناية الطبية الفورية إذا بدأت في الشعور بما يلي:
- صعوبة في التنفس
- صعوبة في البلع
- تورم في الفم أو الحلق أو الوجه
_
يمكن لمعظم الأشخاص ذوي البشرة الحساسة علاج حساسية الجلد وحتى المفاجئة في المنزل. يتضمن هذا عادةً تحديد المنتج أو العامل الذي يسبب تهيج بشرتك وإيجاد طريقة لتجنبه. لكن، إذا لم تتحسن الأعراض، حدد موعداً مع طبيب الأمراض الجلدية.