ما هو تقشير أحماض الفواكه

فوائد تقشير الوجه بأحماض الفواكه

يبدو أن قصة استخدام كليوباترا للحليب في مغطس الاستحمام لها أساس علمي داعم لها، ولكن كان القدماء يتعاملون بالتجربة والخطأ حتى وجدوا الفائدة من استخدام اللبن أو الفواكه لتفتيح البشرة وجعلها أكثر حيوية ونضارة. 

يعد تقشير البشرة من أكثر طرق العناية بالبشرة نجاحاً التي ينصح بها أطباء الجلدية، ويقوم بها الكثير من المراكز المتخصصة في العناية بالبشرة والتجميل. إن معرفة أنواع أحماض الفواكه وخصائص كل منها يجعل من السهل اختيار النوع المناسب لبشرتك وعمل التقشير فى البيت دون الذهاب لمراكز متخصصة.

في هذا المقال، سنتعرض بشيء من التفصيل لتقشير الوجه بأحماض الفواكه وأنواعه، وما يجب أن تتوقعه خلال التجربة وما بعدها.

ما هو تقشير أحماض الفواكه؟ 

تقشير الوجه بأحماض الفواكه هو نوع من التقشير الكيميائي، وهي طريقة طبية حديثة لتحسين المظهر الخارجي للبشرة عن طريق تجديد الطبقة القرنية (السطحية) للجلد وإزالة الخلايا الميتة.

تقشير الوجه بأحماض الفواكه

يؤثر تقشير أحماض الفواكه في الطبقة السطحية فقط من الجلد وباختراق سطحي خفيف جداً، وهو ما يجعله آمن للاستخدام لأنواع البشرة المختلفة، عكس بعض الأحماض الأخرى (مثل الـ TCA) التي تخترق طبقات الجلد لعلاج التصبغ وقد تؤثر سلباً على البشرة الحساسة. 

تعرف على الفرق بين التقشير الكيميائي والتقشير الفيزيائي

ما هي أنواع أحماض الفواكه؟

يستخرج من الفواكه ثلاثة أنواع رئيسية من الأحماض: أحماض الألفا والبيتا وعديد الهيدروكسيد، ولكل نوع منها مشاكل يستطيع علاجها على وجه أفضل من غيره. 

فمثلاً، أحماض الألفا هيدروكسيد – وهي الأشهر – تناسب علاج تغير ألوان البشرة بسبب الكلف أو ظهور التصبغات مع تقدم العمر. بينما يمكن لأحماض البيتا هيدروكسيد تحسين مظهر المسام الواسعة وعلاج حبوب الوجه الخاصة بالميليا أو حب الشباب. وفي حال لم تتناسب بشرتك مع هذه الأنواع، فأحماض عديدة الهيدروكسيد (بولي-هيدروكسيد) قد تكون بديلاً مناسباً وأخف وطئاً على البشرة. 

يعتبر حمض الجليكوليك أشهر الأحماض المستخدمة وهي من نوع الألفا هيدروكسيد المشتق من قصب السكر. إن الاستفادة من حمض الجليكوليك تتعدى فقط وظيفة تقشير الخلايا الخارجية؛ لأنها تقوم باختراق بسيط للطبقة السطحية من الجلد والقيام بوظيفة الغسول بشكل جيد لتقليل ظهور حب الشباب. 

تتفاوت جودة المنتجات وقوتها حسب تركيز حمض الجليكوليك بها، فمثلاً التركيزات ضمن نطاق 4% – 10% تساعد على تنعيم ملمس البشرة وتؤدي وظيفة التقشير البسيط من وقت لآخر، لكن لا نتوقع منها تأثير قوي تجاه أعراض الشيخوخة. 

بينما تركيزات من 10% إلى  70% لها فوائد جمة ولكن تحتاج إلى خبرة وعناية خاصة، بل ويلزم تجربة التقشير بهذه التركيزات عند الطبيب الخاص أو المراكز المتخصصة؛ لتجنب حدوث مشاكل مع هذه التركيزات العالية. 

كيف تتم عملية التقشير؟ 

تختلف الخطوات حسب نوع التقشير المستخدم، سواء تقشير سطحي أو متوسط العمق أو بعمق الطبقات الداخلية للجلد. ولكن عادةً ما تكون إجراءات وتجهيزات ما قبل العملية واحدة في كل نوع. 

فوائد تقشير الوجه بأحماض الفواكه

يقوم الطبيب في العيادة الخارجية أو المركز المختص بتنظيف الوجه جيداً ووضع نظارات واقية للعينين، ثم بعد ذلك يقوم بتخدير المنطقة التي ستتعرض للحمض، خاصة إذا كان من المتوقع وصول الحمض لطبقات الجلد الداخلية. 

التقشير السطحي/الخفيف

يقوم الطبيب بمسح الوجه بالحمض مستخدماً قطنة أو فرشاة خفيفة وتركها لعدة دقائق، حتى يلاحظ تفتّح البشرة. بعد ذلك، يقوم بإزالة الحمض ووضع مادة معادلة له لإيقاف تأثيره، ومن الشائع ان تشعر أثناء هذه التجربة بلسع خفيف أو احمرار الوجه. 

يستخدم الأطباء حمض الساليسيليك في التقشير السطحي، وهو نوع من أحماض البيتا هيدروكسيد.

التقشير متوسط العمق 

يُجري الطبيب نفس الخطوات ويطبق الحمض على الوجه باستخدام اسفنجة أو قطنة حتى يلاحظ تفتيح البشرة، وأثناء ذلك قد يضع الطبيب كمادات باردة على الوجه. بعد ذلك، يقوم بإزالة الحمض ولكن قد لا تحتاج لمادة معادلة في هذه الحالة، وبدلاً من ذلك سوف تستخدم مروحة تبريد صغيرة لتوجيهها على الوجه في المناطق التي تعرضت للتقشير. 

يعد حمض الجليكوليك هو الحمض الأمثل للاستخدام في التقشير متوسط العمق، وهو من ضمن أنواع أحماض الألفا هيدروكسيد. 

التقشير العميق 

يعد التقشير العميق عملية أكثر تقدماً وربما تحتاج لتخدير كلي وتجهيزات أكثر تعقيداً، وتستغرق العملية 15 دقيقة لتفتيح كامل للبشرة. 

ما بعد عملية التقشير 

من الشائع أن تشعر باحمرار أو حساسية البشرة بعد عملية التقشير، وربما يصل الأمر لتورم البشرة عند استخدام أنواع التقشير التي تخترق طبقات الجلد.  قد تشعر أيضاً بالحرق أو آلام لاذعة في المنطقة التي تعرضت للتقشير، ولكن لا داعي للقلق حيث يمكن علاجها بمراهم مشتقة من الجل البترولي أو مرطبات قوية بشكل عام. 

كيف أحصل على تجربة آمنة لتقشير أحماض الفواكه؟ 

اتبع هذه الإرشادات التي ينصح بها الأطباء حتى تحصل على تجربة آمنة واستفادة قصوى من تقشير الوجه بأحماض الفواكه. 

  1. لن تحصل على نتيجة فورية أو بعد تجربة واحدة من علاج تقشير أحماض الفواكه؛ حيث يحتاج الأمر لعدة جلسات من التقشير للحصول على نتيجة جيدة؛ فالطبقة السطحية من الجلد لا تتجدد في يوم أو يومين.


كما يعتمد الأمر على مدى صحة البشرة لدى الأشخاص الراغبين في علاج تقشير الوجه بأحماض الفواكه، فمثلاً البشرة التي تعاني من أضرار حروق الشمس تحتاج لعدة جلسات وفترة استشفاء كافية بين الجلسات قد تصل لشهر. 

  1. تصبح البشرة أكثر عرضة للحساسية وحروق الشمس بعد عملية التقشير، لذا من الضروري وضع واقي الشمس بكثافة لمدة أسبوع على الأقل بعد عملية التقشير أو تجنب الخروج في وقت النهار في هذا الأسبوع. 
  1. ينصح الأطباء بالتدرُّج في تركيزات الحمض المستخدم في التقشير، حتى تعتاد البشرة على الحمض والتجربة ذاتها.

والأهم من ذلك هو التدرج في عدد المرات سواء أسبوعياً أو شهرياً؛ لأن تعدد مرات التقشير في البداية يعرّض البشرة لما يسمّى بفرط التقشير، وهي مشكلة تؤدي إلى احمرار وتهيج الجلد وظهور تفاعلات الحساسية وتفشي الحبوب. 

  1. تجنب استخدام المنتجات التي تحتوي على تركيزات أكثر من 20% للأحماض عند تجربتك للتقشير في المنزل، خاصة إذا كانت تجربتك الأولى.

تحذيرات!

  • يجب عمل اختبار حساسية أولاً للتأكد من ملائمة الحمض لنوع بشرتك، يمكن اجرائه بوضع المنتج في منطقة خفية من الجلد والانتظار لـ 24 ساعة وترقب ظهور تفاعلات الحساسية. 
  •  تجنب استخدام الأحماض في حالة وجود تشققات أو التهابات جلدية 
  • استشر طبيبك أولاً في حال كنت تعاني من الإكزيما أو أية أمراض جلدية أخرى
  • تجنب استخدام الأحماض بعد تكملة مدة علاج الأيزوتريتينوين؛ لأنه يؤثر في عملية استشفاء الخلايا

فوائد التقشير الكيميائي بأحماض الفواكه 

يذكر الأطباء أن تقشير أحماض الفواكه يفيد في تضييق المسام الواسعة ومعالجة البشرة الجافة. بالإضافة لذلك، يقلل التقشير من آثار ملوثات البيئة المحيطة ويوحّد لون البشرة. 

علاج تغير لون البشرة والكلف وبقع التصبغ

لا شك أن أهم فائدة للتقشير بشكل عام و تقشير أحماض الفواكه بالأخص هي توحيد لون البشرة والتخلص من الكلف وفرط تصبغ البشرة الناتج عن التعرض لأشعة الشمس الضارة. يمكن لأحماض الفواكه أن تزيل طبقات من صبغة الميلانين وأن تخترق طبقات الجلد لتشتت الميلانين الزائد. 

ترطيب وتجديد البشرة

يملك حمض الجليكوليك النصيب الأكبر من فوائد التقشير بأحماض الفواكه؛ لأنه متعدد المزايا ويستخدم أكثر من الأحماض الأخرى. فمثلاً، يمكن لحمض الجليكوليك اختراق طبقة الجلد السطحية ليؤدي وظيفته في نطاق أكثر عمقاً لتشتيت الميلانين الزائد والذي يسبب الكلف، كما أنه يجتذب الماء وبالتالي يؤدي وظيفة ترطيبية للبشرة السطحية.
وعلى المدى البعيد تظهر فوائد حمض الجليكوليك المتعلقة بالتجاعيد والشيخوخة؛ لأنه يحفز إنتاج الكولاجين وهو ما يميزه عن بقية الأحماض. ولكن قد تحتاج لعدة أشهر حتى تجد نتائج مرغوبة فيما يخص أعراض التجاعيد والشيخوخة. 

ملائم للبشرة الحساسة

عادةً ما يشعر أصحاب البشرة الحساسة بالقلق عند ذكر التقشير الكيميائي أو منتجات التقشير، ظناً منهم أنها قد تفاقم من أعراض حساسية البشرة.

ولكن عندما يتعلق الأمر بتقشير أحماض الفواكه، يصبح لدى الطبيب خيارات عديدة للاستخدام مثل حمض اللاكتيك والمندليك، وكلاهما يؤثران بشكل ألطف من حمض الجليكوليك، خاصة المندليك لأن جزيئاته كبيرة بعض الشيء بالتالي يصعب اختراقها لطبقات الجلد. 

علاج مساعد لحب الشباب وحبوب الميليا

يتميز التقشير بشكل عام بتنظيف طبقات الجلد السطحية من الخلايا الميتة والملوثات والدهون المترسبة؛ وهي جميعها العوامل التي تؤدي فيما بعد لانسداد مسام الوجه والتهابات الغدد الدهنية و تفشي حب الشباب.

ويعد التقشير من أحد العلاجات الهامة لتقليل ظهور حبوب الميليا لأنها تنشأ عن احتباس الكيراتين والخلايا الميتة أسفل البشرة. لذلك ينصح الأطباء بعمل تقشير للوجه مرة كل أسبوع أو كل شهر؛ لتجديد الخلايا وإزالة الخلايا الميتة. 

عيوب التقشير الكيميائي بأحماض الفواكه

يعتمد ظهور الآثار الجانبية لتقشير أحماض الفواكه على كيفية الاستخدام وملائمة الحمض المستخدم لنوع البشرة. 

عيوب التقشير الكيميائي بأحماض الفواكه
  1. فمثلاً، عادة ما تحتوي المنتجات التجارية على تركيزات أقل من 10%، ولكن في حال استخدام تركيزات عالية دون خبرة جيدة سوف تظهر بعض العلامات مثل: احمرار الجلد والشعور بالحكة والألم وظهور بعض التشققات والحبوب.
  1.  تعد أحماض البيتا هيدروكسيد مثل حمض الساليسيليك أقل حدة من حمض الجليكوليك، ولكن يذكر بعض الأطباء أنها تجعل البشرة أكثر عرضة للتأثر من أشعة الشمس الضارة. 
  1. يحفز حمض المندليك الغدد الدهنية لإنتاج المزيد من الدهون وهو ما لا يتناسب إطلاقاً مع البشرة الدهنية.
  1. حمض الستريك له ردة فعل لاذعة ويسبب بعض آلام الجلد. 

الملخص 

تقشير الوجه باحماض الفواكه هي تجربة تستحق الاهتمام والمحاولة، ولكن تحتاج لبعض التجهيزات والمعرفة المسبقة لتجنب حدوث مشاكل البشرة أو التعرض لتجربة غير آمنة. 

المراجع 

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.