أنواع تحليل حساسية الجلد

أنواع تحليل حساسية الجلد ودواعي إجرائه

الحساسية هي مشكلة شائعة للغاية تتطلب سرعة فحص وتشخيص للتحكم بها قبل أن تتعقد بمرور السنين. لهذا السبب، ظهرت الكثير من التحاليل المعملية التي تبحث في إصابة الفرد بالحساسية، إلا أن تحليل حساسية الجلد أشهرها وأقدمها على الإطلاق . 

تحليل حساسية الجلد

ما هي أنواع تحليل حساسية الجلد؟ وكيف نقوم به؟ تابع قراءة المقال لمعرفة التفاصيل … 

لماذا يطلب الطبيب تحليل حساسية الجلد؟ 

عادةً ما تثير بعض الأعراض الريبة لدى الأطباء في احتمالية وجود مشكلة متعلقة بالحساسية، وهو ما يضطر الأطباء لطلب تحليل حساسية الجلد – بأي نوع كان – للتأكد من وجود ميل غير طبيعي للجسم للتأثر بالمؤثرات المعروفة للحساسية. 

يطلب الأطباء تحليل حساسية الجلد في حال وجود الأعراض الآتية مجتمعة كلها أو بعضها:  

  1. انسداد الأنف وسيلان الجيوب الأنفية
  2. العطاس المستمر
  3. سيلان الدموع وحرقتها أحياناً
  4. احمرار الجلد مع وجود بعض البقع الحمراء المرتفعة عن سطح الجلد
  5. الاسهال أو القيء
  6. الشعور بضيق النفس وسماع صوت صفير أثناء التنفس
  7. الكحة المستمرة

الأعراض السابقة ليس أمراض بذاتها، بل هي مشتركة بين العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالحساسية، من أهم تلك الأمراض ما يلي: 

  1. حساسية الأنف المزمنة
  2. الربو وحساسية الصدر
  3. الإكزيما
  4. الحساسية من بعض الأطعمة
  5. حساسية البنسلين
  6. حساسية لسعة النحل

هي أمراض مختلفة، ولكن تشترك جميعها في ميل الجسم إلى التفاعل مع المؤثرات المذكورة بشكل غير طبيعي، قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطرة في بعض الأحيان. 

لذلك – ومع حدوث الإصابة الأولى بالحساسية والذهاب للطبيب – يطلب الطبيب تحليل حساسية الجلد للتأكد من وجود الحساسية. وتحديد المؤثرات التي يميل جسد الفرد إلى التأثر بها أكثر من غيرها من المؤثرات الأخرى. 

لماذا يطلب الطبيب تحليل حساسية الجلد

أنواع تحليل حساسية الجلد

هنالك أنواع رئيسية لتحليل حساسية الجلد: 

اختبار وخز الجلد (Skin Prick Test)

يعد اختبار وخز الجلد هو الاختبار المرجعي (Gold Standard Test) الذي يطلب إجراءه أغلب أطباء الحساسية في عالمياً. 

يتميز هذا الاختبار بسهولة إجرائه وقدرته على توفير نتائج هامة بخطوات بسيطة؛ بالإضافة لكونه اختباراً آمناً ونادراً جداً ما يسبب أية آثار جانبية.

كيف يجري الطبيب اختبار وخز الجلد؟

يقوم الطبيب بوضع قطرات من المادة المثيرة للحساسية على الجلد، ثم يقوم بوخز الجلد أسفل كل قطرة حتى تصل إلى داخل الجلد. 

عندما يكون جسمك حساساً تجاه هذه المادة؛ سوف تظهر بقعة حمراء مرتفعة عن سطح الجلد ومثيرة للحكة، بالإضافة إلى دائرة حمراء حول هذه البقعة؛ وهو ما يعني أن نتيجة الاختبار إيجابية تجاه هذه المادة. 

يُجري الطبيب هذا الاختبار على عدد من المواد المثيرة للحساسية قد يتراوح بين عدة مواد بسيطة إلى 40 مادة مثيرة للحساسية. ولكن يقوم الطبيب أولاً بفحص تاريخك المرضي ومعرفة أية مواد قد تعرضت لها مسبقاً وقامت باستثارة الحساسية لديك.

 كما يجب الانتباه واخبار الطبيب بأية أدوية قد تناولتها قبل إجراء الإختبار، خصوصاً إذا تضمنت الأدوية المضادة للهيستامين (Antihistamines)؛ خوفاً من الحصول على نتيجة سلبية ولكن زائفة. 

لماذا يقوم الطبيب بإجراء هذا الإختبار؟ 

قد يشك الطبيب في وجود حساسية للجسم تجاه مواد معينة تدعى مسببات الحساسية (Allergens)، هذه المواد قد تكون حبيبات لقاح متطايرة في الهواء أو أدوية معينة أو أطعمة معينة. 

عندما يتعرض الجسم لهذا الأليرجين تتعرف عليه الخلايا المناعية وترسل له الاجسام المضادة لمكافحته مثل البكتيريا أو الأجسام الغريبة بشكل عام.

اختبار وخز الجلد Skin Prick Test

وهذا التفاعل المناعي يستحث إفراز بعض المواد المناعية مثل الهيستامين؛ الذي بدوره يوسّع الشعيرات والأوعية الدموية في المنطقة التي تعرضت للأليرجين. 

بعد ذلك يدخل الجسم سلسلة من الأحداث، والتي تتضمن: 

  • انتقال السوائل من داخل الأوعية إلى الأنسجة نتيجة توسّعها؛ وبالتالي ظهور احمرار الجلد وانتفاخه 
  • في حال استنشاق هذا الأليرجين، تقوم الشعب الهوائية والجيوب الأنفية بإفراز المخاط والاحتقان؛ وهو ما يفسر سيلان الأنف والكحة
  • استثارة النهايات العصبية في الجلد؛ والذي يفسر الشعور بالحكة الشديدة في المنطقة التي تعرضت للأليرجين
  • قد تفرز المعدة الكثير من الحمض

وبناء على ما سبق، فإن وجود تفاعل مبالغ فيه من الجلد تجاه المادة ينبئ بوجود حساسية مسبقة لهذا الجسم تجاه هذه المادة؛ مما يعني أهمية التخلي والابتعاد عن هذه المادة. 

اختبار الحساسية بداخل أدمة الجلد (Intradermal Test)

كيف يقوم الطبيب بإجراء اختبار الحساسية داخل الأدمة؟ 

اختبار الحساسية بداخل أدمة الجلد (Intradermal Test)

يشبه اختبار الحساسية داخل أدمة الجلد اختبار وخز الجلد كثيراً، ولكن تختلف الطريقة التي تقدم بها المادة المثيرة للحساسية للجلد. يقوم الطبيب في هذا الاختبار بحقن المادة المثيرة للحساسية داخل أدمة الجلد، ثم تفحص المنطقة بعد عشرين دقيقة بحثاً عن أي تفاعل مناعي قد حدث تجاه هذه المادة. 

لماذا يطلب الطبيب إجراء هذا الإختبار؟ 

يستخدم هذا الاختبار كثيراً لكشف حساسية الجسم تجاه البنسلين أو سموم النحل؛ وذلك لأن حقن المادة داخل الأدمة يسهّل من تعرض المناعة لهذه المادة. 

بالإضافة لذلك، قد يطلب الطبيب إجراء هذا النوع من تحليل حساسية الجلد إذا ظهرت نتيجة اختبار وخز الجلد سلبية؛ ولكن لا زال يساوره الشك في وجود حساسية الجسم تجاه بعض المواد. لذلك يعتبر هذا الاختبار مؤكد لما قبله من اختبار وخز الجلد. 

اختبار الرقعة (Skin Patching)

يعتبر هذا الاختبار أكثر دقة لفحص حساسية الجلد بشكل عام، وذلك لتأكيد وجود أمراض حساسية الجلد مثل الأكزيما والتهاب الجلد المسّي (Contact Dermatitis). 

كيف يقوم الطبيب بإجراء اختبار الرقعة؟ 

توضع المواد المثيرة للحساسية في رُقع معدنية من الألومنيوم أو في رقع بلاستيكية، ثم تقسم إلى حجرات صغيرة لتشغل حيزاً أكبر من الجلد.

يتم لصق هذه الرُقع بواسطة لاصق خاص لا يسبب الحكة للجلد على الظهر او في الذراع إذا كنت تعاني من الحساسية في الظهر.

تترك الرقع ليومين بعد تحديد أماكن الرُقع ، ثم تزال ليقوم الطبيب بملاحظة ردة فعل الجلد تجاه مسببات الحساسية التي كانت موجودة بالبقع. 

يحدد الطبيب مع المريض أنواع مسببات الحساسية التي يريد اختبارها قبل عمل الاختبار، والتي قد تتضمن ما يلي:

  • العطور وصبغات الشعر والأدوية والجلود وبعض الأقمشة وغيرها من المواد التي قد تسبب حساسية الجلد. 

يتراوح مدى تفاعل الجلد مع مسببات الحساسية من نتيجة سلبية (Negative) إلى رد فعل قوي (+++ Strong Reaction). مروراً بــــ (مهيّج Irritant) و (مشكوك فيه Doubtful) و (ايجابي ضعيف Weak Positive +) و (ايجابي متوسط ++).

لماذا يطلب الطبيب إجراء هذا الاختبار؟ 

قد يلتهب الجلد نتيجة عوامل خارجية (مثل تعرضه لبعض مسببات الحساسية) أو نتيجة عوامل داخلية؛ وهو ما يدفع الطبيب لإجراء هذا الاختبار، والذي يكون ذا فائدة كبيرة في تشخيص التهاب الجلد التماسّي (Allergic Contact Dermatitis). 

اختبار الرقعة (Skin Patching)

يتطلب هذا الإختبار الملاحظة والمتابعة من الطبيب المختص، لأنه رغم قيمة هذا الإختبار في التشخيص وتحديد مسببات الحساسية، إلا أن هنالك بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث وتتطلب رعاية خاصة مثل: 

  • بعض الصبغات قد تسبب ظهور البقع والثآليل
  • ظهور تصبغات ما بعد الالتهاب  (Post-Inflammatory Hyperpigmentation)
  • تهيّج أعراض الإكزيما الموجودة مسبقاً
  • احمرار كامل الظهر وظهور تفاعلات الحساسية في مناطق متعددة منه، في ظاهرة تُسمى (Angry Back)

الملخص 

تكمن أهمية تحليل حساسية الجلد في تشخيص الكثير من مسببات الحساسية واستبعاد حساسية الجسم تجاه بعض الأدوية والملابس؛ وهو ما يفسر وجود عدة أنواع من تحليل حساسية الجلد. 

المراجع

1 | 2 | 3 | 4 | 5

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.