هل هناك داعي لاستبدال معجون الأسنان بـ بودرة الأسنان؟
ربما لم تسمع من قبل عن بودرة الأسنان كونك اعتدت على تنظيف أسنانك باستخدام معجون الأسنان منذ الصغر. رغم أن البودرة استخدمت منذ القدم ولآلاف السنين في جميع أنحاء العالم كوسيلة أساسية لتنظيف الأسنان. حيث كان شائعاً استخدام البودرة التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم أو الطباشير أو الملح. ولا يزال استخدام بودرة تنظيف الأسنان شائعاً حتى اليوم في بعض الدول التي حافظت على استخدام الطرق التقليدية في العناية بصحة الفم والأسنان مثل الهند.
لقد عاد استخدام بودرة الأسنان يطفو على السطح على نطاق واسع منذ عدّة سنين كبديل عن معجون الأسنان للعناية بالصحة الفموية. ربما لا تتوفر البودرة بشكل كبير في أرفف الصيدليات والمتاجر، لكن المتاجر الإلكترونية تزخر بأنواع مختلفة من بودرة تنظيف الأسنان.
أيهما أفضل لتنظيف الأسنان؟ البودرة أم المعجون؟ في هذا المقال سنتحدث عن بودرة الأسنان: إيجابياتها وسلبياتها، ومقارنتها بمعجون الأسنان حتى تتمكن من تحديد ما إذا كان يلزمك شراء البودرة أم الاستمرار بالتنظيف باستخدام معجون الأسنان. تابع القراءة.
ما هي بودرة الأسنان؟
بودرة الأسنان كما يوحي اسمها هي بودرة أو مسحوق يستخدم لتنظيف وتلميع الأسنان وإنعاش النَفَس، وقد تم استخدامها كطريقة أساسية لتنظيف الأسنان منذ آلاف السنين.
يمكن صنع بودرة تنظيف الأسنان في المنزل باستخدام مكونات مثل بودرة الفحم النشط وبيكربونات الصوديوم والملح والزيوت الأساسية وبعض النكهات. أو يمكن العثور عليها في المتاجر المتخصصة والمتاجر المنتشرة عبر الإنترنت. على عكس البودرة التقليدية المصنوعة منزلياً، قد تحتوي بودرة الأسنان المصنعة على الفلورايد وهو معدن شائع الاستخدام في معاجين الأسنان لمحاربة التسوس.
كيفية استخدام بودرة الأسنان؟
تستخدم البودرة بنفس طريقة استخدام معجون الأسنان. الفرق الوحيد هو أنه ينبغي أن تكون فرشاة الأسنان مبللة عند استخدام البودرة. لاستخدام مسحوق الأسنان:
- قم ببساطة بتبليل فرشاة أسنانك بالماء
- اغمس شعيرات الفرشاة في بودرة الأسنان ثم قم بتفريش أسنانك لمدة دقيقتين
- ابصق البودرة في الحوض
فوائد استخدام بودرة الأسنان
تقليل لويحات ورواسب الأسنان
اللويحات السنية (البلاك) عبارة عن غشاء لزج يتكون من البكتيريا التي تتشكل على الأسنان باستمرار. عند إهمال تنظيف الأسنان بطريقة صحيحة، يستمر البلاك بالتراكم ويتحول إلى الجير الصلب الذي يسبب التهابات اللثة.
اللويحات السنية هي سبب رئيسي لرائحة الفم الكريهة والتسوس وتغير لون الأسنان والإصابة بأمراض اللثة (التهاب اللثة والتهاب دواعم الأسنان).
أظهرت ثلاث دراسات علمية (1، 2، 3) أن بوردة الأسنان تساوي أو أكثر فعالية في تقليل البلاك من معجون الأسنان.
ومع ذلك، قارنت دراسة أجريت عام 2018 طرق نظافة الفم التقليدية لمستخدمي معجون الأسنان. وقد أظهرت هذه الدراسة أدلة متناقضة مع الدراسات الأخرى، ووجدت أن الطرق التقليدية بما في ذلك بودرة تنظيف الأسنان، كانت أقل فعالية في التقليل من البلاك مقارنة بمعجون الأسنان.
تظهر هذه النتائج المتناقضة أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لإثبات ما إذا كانت البودرة فعالة مثل معجون الأسنان في تقليل الترسبات.
تعرف أكثر على كيفية علاج التهابات اللثة بشكل آمن وفعال.
تقليل فرصة الإصابة بأمراض اللثة
عندما يتراكم البلاك على الأسنان، يمكن أن يسبب تهيجاً وألماً وعدوى بكتيرية في لثتك. هذا يمكن أن يؤدي إلى التهاب اللثة (مرض اللثة المبكر). إذا لم يتم علاج التهاب اللثة، فقد يتحول إلى التهاب دواعم السن (مرض اللثة المتقدم).
من خلال تقليل البلاك، يمكن أن تساعد بودرة الأسنان ومعاجين الأسنان في تقليل فرص الإصابة بالتهاب اللثة.
تُظهر الأدلة العلمية الحالية أن مساحيق الأسنان قد تكون فعالة في تقليل البلاك، وبالتالي أمراض اللثة.
تبييض الأسنان
أظهرت إحدى الدراسات أن بودرة الأسنان فعالة في إزالة البقع الخارجية (السطحية) عن الأسنان.
أشارت هذه الدراسة إلى أن تأثيرات التبييض لبودرة تنظيف الأسنان كانت أكبر من تأثير معجون الأسنان. ومع ذلك، كان معجون الأسنان المستخدم في الدراسة مجرد معجون أسنان عام وليس معجون أسنان مبيض.
من المحتمل أن تكون بودرة الأسنان فعالة في تبييض الأسنان بسبب خصائصها الكاشطة. لكن ما زال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مدى فعالية البودرة في إزالة البقع عن الأسنان.
هل هناك آثار سلبية لاستخدام بودرة الأسنان؟
قد يساعد كشط البودرة على الأسنان في إزالة البقع السطحية. ومع ذلك، يمكن أن يكون لها أيضاً آثار سلبية أيضاً على الصحة الفموية، حيث وجدت إحدى الدراسات أن بودرة الأسنان يمكن أن تسبب نزيف وتراجع اللثة وتلف مينا الأسنان (الطبقة السطحية أو العلوية من السن).
أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين قاموا بتنظيف أسنانهم ببودرة الأسنان الحمراء كان لديهم فقدان أعلى للأسنان بسبب تركيبته الكيميائية وقوة الكشط العالية.
بودرة الأسنان أم معجون الأسنان؟
بودرة الأسنان هي مسحوق لمعجون الأسنان. تحتوي البودرة على مكونات مماثلة لمعجون الأسنان ولكن يتم خلطها وتجفيفها لتصبح بودرة. يتم إعادة تشكيل بعض مساحيق الأسنان إلى أقراص أيضاً.
يمكن أن يحتوي كل من بودرة ومعجون الأسنان على نكهات منعشة مثل النعناع بالإضافة إلى المنظفات نفسها مثل كبريتات لوريل الصوديوم والمواد الكاشطة مثل السيليكا. تعمل هذه المكونات معاً لإزالة البلاك وإنعاش النفس.
تحتوي الكثير من مساحيق الأسنان على الفلورايد أيضاً، الذي يقوي الأسنان ويقيها من التسوس.
مقارنة بين بودرة الأسنان ومعجون الأسنان
هناك بعض الاختلافات بين معجون الأسنان والبودرة. غالباً ما يحتوي معجون الأسنان على مكثفات ومرطبات تحافظ على رطوبة وسلس المعجون باستمرار. لكن البودرة جافة ولا تحتاج إلى المرطبات.
قد تحتوي بعض مساحيق الأسنان أيضاً على الفحم أو الطين أو الأعشاب أو غيرها من المكونات الطبيعية لتعزيز التبييض.
مزايا وسلبيات بودرة الأسنان
المزايا
- من الممكن أن تكون البودرة وسيلة فعالة في السيطرة على تراكم البلاك والترسبات
- يساعد تقليل تراكم البلاك في تقليل أمراض اللثة (التهاب اللثة والتهاب دواعم السن)
- قد يساعد الكشط على إزالة البقع عن سطح الأسنان وتحسين بياضها
- يمكن صنعها في المنزل، بحيث يكون لديك قدرة على التحكم في المكونات وتخصيصها بما يتناسب مع صحة فمك.
السلبيات
- هناك القليل من الأدلة العلمية التي تثبت فعالية البودرة بالمقارنة مع معجون الأسنان
- لم يحصل أي مسحوق أسنان على ختم الموافقة من ADA (المؤسسة الأمريكية لطب الأسنان)
- يمكن أن يكون للمبالغة في الكشط آثار ضارة على فمك بما في ذلك نزيف وتراجع اللثة وتدمير طبقة المينا وفقدان الأسنان. كما قد تترك البودرة طعم غير مرغوب في الفم، وقد تكون صعبة الاستخدام.
- قد لا تحتوي البودرة بالضرورة على الفلورايد
- قد تأتي من شركات مصنعة التي لا تتمتع بالشفافية في عملها أو التي لا تضيف المكونات بدقة
مزايا وسلبيات معجون الأسنان
المزايا
- سهل الاستخدام
- حصلت العديد من معاجين الأسنان على ختم الموافقة والترخيص من ADA (المؤسسة الأمريكية لطب الأسنان)
- يحتوي على الفلورايد دائماً لمحاربة التسوس
- يمكن أن تحتوي بعض المعاجين على مكونات مصممة لتبييض الأسنان وتقليل البلاك ومكافحة التهاب اللثة
- يمكن العثور بسهولة على المعاجين المصنّعة خصيصاً للأسنان الحساسة
السلبيات
- قد تحتوي على مكونات تشكل مصدر قلق لبعض الأشخاص
- قد يأتي من شركات مصنعة التي لا تتمتع بالشفافية في عملها أو التي لا تضيف المكونات بدقة
هل يجب أن أستخدم بودرة الأسنان؟
معجون الأسنان هو المعيار الذهبي الذي أثبت فعاليته في تنظيف الأسنان. لكن يمكنك استخدام بودرة تنظيف الأسنان طالما أنها تحتوي على نفس مكونات معجون الأسنان.
احتياطات صحية يجب أن تكون على دراية بها قبل شراء بودرة أو معجون الأسنان
لكل من بودرة ومعجون الأسنان فوائد لصحة الفم والأسنان. قد يحتوي كلاهما أيضاً على مكونات قد تكون مصدر قلق للأشخاص عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة. وتشمل هذه المكونات:
- تريكلوسان: التريكلوسان هو عنصر مضاد للبكتيريا. لكن تمت إزالته من معظم تركيبات معاجين الأسنان بسبب القلق بشأن قدرته على توليد مقاومة للمضادات الحيوية، وكذلك تعطيل وظيفة هرمون الغدة الدرقية.
- كبريتات لوريل الصوديوم (SLS): تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام هذا المكون آمن والخوف منه مبالغ فيه. ومع ذلك، يجد بعض الأشخاص أن مادة SLS تهيج الجلد واللثة، وهناك أيضاً بعض الأدلة العلمية لإثبات هذا الادعاء.
- فلورايد: في حين أنه من المسلّم به على نطاق واسع أن الفلورايد مفيد لصحة الأسنان، فإن بعض الناس لديهم مخاوف بشأن الآثار الجانبية التي قد يسببها الفلورايد، وتشمل تلون الأسنان أو ظهور بقع بيضاء على الأسنان (تسمم الأسنان بالفلور) والتسمم بالفلور الهيكلي، وهو مرض عظمي. تجدر الإشارة إلى أن الآثار الجانبية للفلورايد ناتجة عن ابتلاع كميات كبيرة، أو التعرض طويل الأمد لمستويات عالية من الفلورايد، وليس بسبب استخدام معجون الأسنان المعياري.
سواء كنت تستخدم بودرة أو معجون أسنان أو مزيجاً من الاثنين، تحقق من المكونات للتأكد من أنك تستخدم منتجاً آمناً.
المراجع