إذابة الفيلر بدون جراحة – هل هو الخيار الأفضل؟
لا تأتي النتائج دائماً على قدر التوقعات، خاصة في عمليات التجميل التي تتطلب كثيراً من الحكمة في القرار والاحترافية من قبل الطبيب الذي يقوم بهذه العملية. لذلك ظهرت فكرة إذابة الفيلر بدون جراحة كحل إذا ما تغير رأيك لأي سبب كان؛ سواء كان بسبب انزلاق الفيلر لمكان آخر أو ظهرت النتائج على خلاف المتوقع.
كيف يمكن إذابة الفيلر سواء بالجراحة أو بغيرها؟ تابع قراءة المقال لمعرفة التفاصيل.
ما نوع الفيلر الذي يمكن إذابته؟
يوجد الكثير من أنواع الفيلر المختلفة التي يقدمها أطباء التجميل، وتختلف الأنواع حسب نوع المادة المستخدمة وحسب طريقة عملها، إليك بعض من أشهر أنواع الفيلر:
- فيلر حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid): يتواجد هذا الحمض طبيعياً في جسم الإنسان، وهو يمثل دعامة الجلد والمادة التي تحافظ على نضارته. يستخدم الأطباء هذا الحمض لإخفاء النقر والحفر التي تتواجد في الجلد نتيجة الندوب وحب الشباب، وهو أكثر حمض يستخدمه الأطباء.
والمميز في هذا النوع من الفيلر أن المادة المستخدمة موجودة طبيعياً في الجسم ولا تسبب مشاكل كبيرة، فهي محاكية للأنسجة الطبيعية للجسم. كما أن له ترياق طبيعي يمكن استخدامه في أي وقت دون اللجوء لعمليات جراحية.
- فيلر هيدروكسي ابتيت كالسيوم (Calcium Hydroxylapatite): يستخدم هذا النوع في فك الوجه ولعلاج خطوط الجبهة والخدين. المادة المستخدمة في هذا النوع تتواجد طبيعياً في عظام الحيوانات، ولكن لا تستخرج منها وتُصنع في المعمل؛ لذلك فهي آمنة من حيث الحساسية ولها أفضلية الثبات دون انزلاق.
- فيلر ترقيع دهون (Fat Grafting): في هذا النوع من الفيلر، يقوم الطبيب بخزع جزء من الدهون الموجودة في البطن أو منطقة أخرى لزراعتها مرة أخرى في الخدين أو الشفتين عن طريق جرح صغير، وقد تحتاجين لعدة جلسات للوصول إلى النتائج المرغوبة.
- متعدد حمض اللاكتيك (Polylactic Acid): يعتبر هذا الفيلر محفّز لإنتاج الكولاجين، لذلك فلا يمكن توقع نتائج فورية منه.
يعتبر إذابة الفيلر المصنوع من حمض الهيالورونيك هو الأسهل على الإطلاق؛ لأن هذه المادة لها المذيب الطبيعي الذي يتواجد في الجسم أيضاً، وهو إنزيم الهيالويورنيز. قد تذوب أنواع الفيلر الأخرى ولكن بمرور السنين، أو قد تتطلب تدخلاً جراحياً مرة أخرى لإعادة الشكل مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: أبرز 6 تقنيات لـ إزالة دهون الوجه
كيفية إذابة الفيلر المصنوع من حمض الهياليورونيك بدون جراحة
يتطلب الأمر فقط حقن إنزيم الهيالويورنيز (Hyaluronidase) من قبل الطبيب المختص في عدة أماكن حول الفيلر، ثم يقوم الإنزيم بعمله طبيعيا في إذابة الفيلر بدون جراحة أو عمليات توغلية.
والمميز في هذا الإنزيم أنه يمكن استخدامه ليس فقط في فيلر الشفاه، بل في الخدين او أسفل العين أيضاً، ثم بعد ذلك يمتص الجسم الحمض المذاب ويختفي الفيلر.
يتواجد هذا الإنزيم في الجسم طبيعياً كما ذكرنا ولكن يستخدمه الطبيب بكمية مركزة ومُصنعة معملياً، وهو المسئول عن إذابة الفيلر التي تتخذ وقتاً أطول بدون تدخل. لذلك – من الطبيعي – أن يحتاج الفيلر للتجديد كل عام على سبيل المثال، نتيجة تفاعل الجسم معه.
هنالك بعض الخطوات الهامة التي يجريها الطبيب لإذابة الفيلر بدون آثار جانبية، مثل:
- سوف يقوم بعمل اختبار حساسية للإنزيم عن طريق وضع لاصقة أو حقنه في أحد ذراعيك، حتى يطمئن من عدم حدوث تفاعل حساسية عند حقن الإنزيم لإذابة الفيلر بدون جراحة.
- يقوم أيضاً بوضع كريم لتخدير المنطقة التي يتم حقن الإنزيم بها لتخفيف الألم
- إذا كنت بحاجة لتعديل الفيلر فقط دون التخلص منه تماماً، يقوم الطبيب بتخفيف تركيز الإنزيم قبل حقنه، للإبقاء على قدر من الفيلر حسب حاجتك، وقد يتطلب الأمر عدة جلسات بدلاً من جلسة واحدة.
- ينصح الأطباء – عادة – بالانتظار لأسبوع على الأقل قبل عمل فيلر مرة أخرى في نفس المنطقة؛ للتأكد من شفاء أية تورمات مكان الحقن.
لا يأخذ أكثر من عدة دقائق للقيام به بعد عمل اختبار حساسية ولا يتطلب الكثير من المعدات. وتبدأ النتيجة في الظهور في خلال دقائق، ولكن المظهر النهائي قد يتطلب 24 ساعة للاكتمال.
اقرأ أيضاً: أنواع تحليل حساسية الجلد
لماذا قد تحتاجين لإذابة الفيلر؟
هنالك العديد من الأسباب التي قد تجعل الفيلر ليس على قدر التوقعات لديك، لذلك دائماً هنالك حل إذابة الفيلر لتصحيح الوضع.
- حقن الهيالورونيك بشكل زائد عن الحاجة؛ وهو ما يجعل المنطقة المحقونة أكثر ارتفاعاً من غيرها أو غير متسقة مع المظهر العام. ولهذا السبب يقوم الأطباء بملء الفيلر في عدة جلسات بدفعات مختلفة وليس مرة واحدة.
- كحالة طارئة؛ قد يحقن الطبيب الفيلر بطريقة خاطئة حتى تصل إلى الاوعية الدموية الصغيرة والتي تؤدي لانسداد هذه الأوعية. نتيجة لذلك قد تظهر علامات الانسداد بزرقة المنطقة نتيجة نقص الإمداد الدموي لها، وتظهر العلامات حسب شدة الانسداد، لذلك ينصح الطبيب بملاحظة المنطقة المحقونة وترقب ظهور أية علامات أو تغيرات غريبة.
- هجرة الفيلر لأماكن أخرى مسبباً مظهراً غير مناسب؛ وتحدث هذه المشكلة لعدة أسباب؛ حيث قد يختلف النسيج بين الأفراد من حيث المرونة والشدة، كما أن بعض الأشخاص تمتلك أنسجتهم جيوب صغيرة أكثر من غيرهم مما يسمح بهجرة الفيلر بسهولة. بالإضافة لذلك، عادةً ما يكون الفيلر أكثر نعومة ومرونة في أول يومين، ويساعد على هجرته التورم الذي قد يحدث ويسبب انضغاط الفيلر من منطقة للهجرة إلى منطقة أقل مقاومة.
- ظهور تفاعل حساسية للجسم تجاه الفيلر، وقد تتضمن احمرار أو تورم المنطقة المحقونة.
- تفاعل حساسية آجل قد يؤدي لتورم المنطقة لدرجة التمزق في بعض الأماكن، وقد تحدث المشكلة في الشفاه أكثر من غيرها من المناطق الأخرى؛ لأن الجلد في هذه المنطقة أكثر رقة ومقاومة للتورم.
مخاطر إذابة الفيلر
نادراً ما قد تحدث أية مخاطر جانبية لعملية إذابة الفيلر بدون جراحة، ولا يوجد كثير من المخاطر المرتبطة بتلك العملية. يقوم الطبيب كما ذكرنا بعمل اختبار حساسية لاستبعاد وجود حساسية الجسم تجاه الإنزيم المستخدم؛ وحسب دراسات حديثة فإن نسبة حدوث المشكلة لا تتعدى 0.1%.
هنالك احتمالية أن تُحقن كمية مركزة أو أكثر من الاحتياج لهذا الإنزيم، فيؤدي ذلك فيما بعد إلى انتقاص حجم الشفاه أكثر من ذي قبل أو ملاحظة عدم تناسق بين جهتين من الشفاه. ولكن عادة ما يستعيد الجلد تناسقه بمرور الوقت؛ لأنه قادر على إنتاج الكولاجين مرة أخرى لملء الفراغات.
الملخص
هناك دائماً حل إذابة الفيلر بدون جراحة إذا ما جرت الأمور على غير ما يرام، وذلك عن طريق إنزيم الهيالويورنيز الذي يتواجد أيضاً طبيعياً في الجسم.
المصادر
